هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دارقور ***تابع ***

اذهب الى الأسفل

دارقور ***تابع *** Empty دارقور ***تابع ***

مُساهمة  nouveau3n الثلاثاء أبريل 14, 2009 8:41 pm

ديختـر أشار إلى أنه سيجرى التوسع فى خيار إستعمال القوى العسكرية إذا ما اختلفت الخيارات الأمريكية فى المنطقة بعد إنتخاب رئيس أمريكى جديد وإنسحاب القوات الأمريكية فى العراق ومناطق أخرى.
الثانى : التوظيف لجماعات إثنية وطائفية أو قوى معارضة لديها الإستعداد للتعاون مقابل دعم تطلعاتها للوصول إلى السلطة .
الثالث : العودة إلى إقامة أو تحديد تحالفات إسرائيل مع دول الجوار على غرار حلف المحيط الذى شكله (دافيد بن جوريون) فى منصف الخمسينات مع تركيا وإيران وإثيوبيا فى نطاق إستراتيجية شد الأطراف أى شل قدرات دول مثل العراق وسوريا أو السودان حتى لا تستخدم فى المواجهة مع إسرائيل وتحييد الشطر الأكبر منها على حدود دول الجوار ، إيران تركيا إثيوبيا .
فى الظروف الحالية – بحسب ديختـر - زاد عدد دول الجوار التى بمقدورها أن توظف فى نطاق إستراتيجية شل الأطراف . عدد هذه الدول على النحو التالي : تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وأوغندا وكينيا فى مواجهة السودان . تشاد فى مواجهة ليبيا ومالي فى مواجهة الجزائر ، أما سوريا فقد أشار إلى أن تركيا توقفت عن آداء وظيفة شد الأطراف فى المرحلة الراهنة ولكن هذا التوقف لا يمكن إعتباره نهائياً ، كما أن عنصر جديد ظهر فى معطيات المنطقة تمثل فى وجود كيان كردي فى شمال العراق أخذ يتحول تدريجياً إلى قوة إقتصادية وعسكرية قادرة على أداء هذه الوظيفة فى مواجهة سوريا . علاوة على ذلك فإن هناك بيئة جديدة تتوالد على حدود سوريا من شمال لبنان لا يقل حدة عداءها لسوريا عن عداء القوى المحيطة الأخرى .
ويقرر (ديختـر) إن الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية لا تتحقق بالضرورة بالإعتماد المطلق على خيار القوة العسكرية . هناك من وجهة نظره وخيارات أخرى برهنت على فاعليتها وقدرتها إن حسن إستخدامها . يذكر فى هذا السياق عدة أمثلة :-
- توظيف العلاقات مع كل من إيران فى عهد الشاه وتركيا وأثيوبيا للتأثير السلبى على كل من العراق وسوريا والسودان . وأستشهد بما قاله بن جوريون وهو يحصي مزايا وفوائد إستراتيجية شد الأطراف التى طبقت فى نطاق التعاطي مع سوريا والعراق والسودان وبالتالى مصر .
وعزا إلى أبن جوريون قوله: "نحن لا نملك القدرة على الدخول فى مواجهة جبهوية مع كل الدول العربية (دفعة واحدة فى وقت واحد) ولكننا نملك الخيارات الأخرى لإضعاف هذه الدول وإستنراف طاقتها وقدرتها على التخوم أو من خلال علاقتها مع دول الجوار أو الجماعات والأقليات التى تعيش على التخوم".
إستهل ديختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الحديث عن الساحة السودانية مشيراً إلى أن إسرائيل حين بلورت محددات سياستها وإستراتيجيتها حيال العالم العربى ‘انطلقت من عملية إستجلاء وإستشراف للمستقبل وأبعاده وتقييمات تتجاوز المدى الحالى أو المنظور. وأن السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه كان من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول عربية رئيسة مثل مصر والعراق والسعودية لكن السودان ونتيجة لأزمات داخلية بنيوية ، صراعات وحروب أهلية فى الجنوب إستغرقت ثلاثة عقود ثم الصراع فى دارفور ناهيك عن الصراعات حتى داخل المركز الخرطوم تحولت إلى أزمات مزمنة . هذه الأزمات فوتت الفرصة على تحوله إلى قوة إقليمية مؤثرة تؤثر فى البيئة الإفريقية والعربية. وكانت هنالك تقديرات إسرائيلية حتى مع بداية إستقلال السودان فى منتصف عقد الخمسينات أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عنا أن يصبح قوة مضافة إلى قوة العالم العربى لأن موارده إن أستثمرت فى ظل أوضاع مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها ألف حسب. وفى ضوء هذه التقديرات كان على إسرائيل أو الجهات ذات العلاقة أو الإختصاص أن تتجه إلى هذه الساحة وتعمل على مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة يصعب معالجتها فيما بعد.
وأضاف: "كون السودان يشكل عمق إستراتيجى لمصر. هذا المعطى تجسد بعد حرب الأيام لسنة 1967 عندما تحول السودان إلى قواعد تدريب وإيواء السلاح الجو المصرى والقوات البرية هو وليبيا . ويتعين أيضاً أن نذكر بأن السودان أرسل قوات إلى منطقة القناة أثناء حرب الإستنزاف التى شنتها مصر منذ عام 1970 - 1968 . كان لابد أن نعمل على إضعاف السودان وإنتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة رغم إنها تعج بالتعددية الإثنية والطائفية – لأن هذا المنظور الإستراتيجى الإسرائيلى ضرورة من ضرورات دعم وتعظيم الأمن القومى الإسرائيلى. وقد عبرت عن هذا المنظور رئيسة الوزراء الراحلة (جولدا منير) عندما كانت تتولى وزارة الخارجية وكذلك ملف إفريقيا فى عام 1967عندما قالت Sadإن أضعاف الدول العربية الرئيسية وإستنزاف طاقاتها وقدراتها واجب وضرورة من أجل تعظيم قوتنا وإعلاء عناصر المنعة لدينا فى إطار المواجهة مع أعداءنا . وهذا يحتم علينا إستخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى).وكشفت عن إن إسرائيل وعلى خلفية بعدها الجغرافى عن العراق والسودان مضطرة لإستخدام وسائل أخرى لتفويض أوضاعهما من الداخل لوجود الفجوات والثقرات فى البيئة الإجتماعية والسكانية فيهما".
وأشار ديختر إلى كثير من المعطيات عن وقائع الدور الإسرائيلى فى إشعال الصراع فى جنوب السودان إنطلاقاً من مرتكزات قد أقيمت فى إثيوبيا وفى أوغندا وكينيا والزائير سابقاً(الكونغو الديمقراطية) حالياً. جميع رؤساء الحكومات فى إسرائيل من بنجوريون وليفى أشكول وجولدا مائير واسحاق رابين ومناحيح بيغن ثم شامير وشارون وأولمرت تبنوا الخط الإستراتيجى فى التعاطى مع السودان الذى يرتكز (على تفجير بؤرة وأزمات مزمنة ومستعصية فى الجنوب وفى أعقاب ذلك فى دارفور).
ويقول ديختر: "هذا الخط الإستراتيجى كانت له نتائج ولا تزال أعاقت وأحبطت الجهود لإقامة دولة سودانية متجانسة قوية عسكرياً وإقتصادياً قادرة على تبوء موقع صدارة فى البيئتين العربية والإفريقية. فى البؤرة الجديدة فى دارفور تدخلنا فى إنتاجها وتصعيدها كان ذلك حتمياً وضرورياً حتى لايجد السودان المناخ والوقت لتركز جهودها بإتجاه تعظيم قدراته.ما أقدمنا عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود يجب أن لا يتوقف لأن تلك الجهود بمثابة مداخلات ومقدمات التى أرست منطلقاتنا الإستراتيجية التى تضع نصب علينها إن سودان ضعيف ومجزأ وهش أفضل من سودان قوى وموحد وفاعل. نحن بالإضافة إلى ذلك نضع فى إعتبارنا وفى صميم إهتمامنا حق سكان الجنوب فى السودان فى تقرير المصير والإنعتاق من السيطرة من واجبنا الأدبى والأخلاقى أن ندعم تطلعات وطموحات سكان الجنوب ودارفور حركتنا فى دارفور لم تعد قاصرة على الجانب الرسمى وعلى نشاط أجهزة معينة. المجتمع الإسرائيلى بمنظماته المدنية وقواه وحركاته وإمتداداتها فى الخارج تقوم بواجبها لصالح سكان دارفور. الموقف الذى أعبر عنه بصفتى وزير إزاء ما يدور فى دارفور من فظائع وعمليات إبادة ومذابح جماعية هو موقف شخصى وشعبى ورسمي".
وحسب إفادة ديختر فإن الدور الأمريكى فى دارفور دور مؤثر وفعال ومن الطبيعى أن يسهم أيضاً فى تفعيل الدور الإسرائيلى وإسناده ، قائلاً :"كنا سنواجه مصاعب فى الوصول إلى دارفور لنمارس دورنا المتعدد الأوجه بمفردنا وبمنأى عن الدعم الأمريكي والأوروبي".
وأضاف "صانعوا القرار فى البلاد كانوا من أوائل المبادرين إلى وضع خطة للتدخل الإسرائيلى فى دار فور 2003 . والفضل يعود إلى رئيس الوزراء السابق شارون .أثبت النظرة الثاقبة لشارون والمستمدة من فهمه لمعطيات الوضع السودانى خصوصاًَ والوضع فى غرب إفريقيا صوابيتها .هذه النظرة وجدت تعبيراً لها فى كلمة قاطعة ألقاها رئيس الوزراء السابق خلال إجتماع للحكومة فى عام 2003 (حان الوقت للتدخل فى غرب السودان وبنفس الآلية والوسائل وبنفس أهداف تدخلنا فى جنوب السودان). لابد هنا من التذكير مرة أخرى بأن قدر هام وكبير من أهدافنا فى السودان قد تحقق على الأقل فى الجنوب وهذه الأهداف تكتسب الآن فرص التحقيق فى غرب السودان فى دارفور".
وعندما سئل ديختر ماهى نظرته إلى مستقبل السودان على خلفية أزماته المستصعية فى الجنوب وفى الغرب والإضطراب السياسى وعدم الإستقرار فى الشمال وفى مركز القرار الخرطوم؟ رد ديختر بالقول "هناك قوة دولية تتزعمها الولايات المتحدة مصرة على التدخل المكثف فى السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم دارفور على غرار إستقلال إقليم كوسوفو. لا يختلف الوضع فى جنوب السودان وفى دارفور عن وضع كوسوفو . سكان هذين الإقليمين يريدون الإستقلال وحق تقرير المصير وقاتلوا الحكومة المركزية من أجل ذلك" .
ويقول ديختر: أريد تأكيد إن إستراتيجياً التى ترجمت على الأرض فى جنوب السودان سابقاً وفى غربه حالياً استطاعت أن تغير مجرى الاوضاع فى السودان نحو التأزم والتدهور والانقسام . وأصبح يتعذر الآن الحديث عن تحول السودان إلى دولة إقليمية كبرى وقوة داعمة للدول العربية التى نطلق عليها دول المواجهة فى إسرائيل. كما السودان- والقول لديختر - فى ظل أوضاعه المتردية والصراعات المحتدمة فى جنوبه وغربه حتى فى شرقه غير قادر على التأثر بعمق فى بيئته العربية والإفريقية لأنه متورط ومشتبك فى صراعات ستنتهى إن عاجلاً أو آجلاً بتقسيمه إلى عدة كيانات ودول مثل يوغسلافيا التى انقسمت إلى عدة دول البوسنة والهرسك وكرواتيا وكوسوفو ومقدونيا وصربيا ويبقى السؤال عالقاً متى؟بالنسبة لجنوب السودان الدلائل كلها تؤكد أن جنوب السودان فى طريقه إلى الإنفصال لأن هذا هو خياره الوحيد وهو بحاجة إلى كسب الوقت لإقامة مرتكزات دولة الجنوب.وقد يتحقق ذلك قبل موعد إجراء الإستفتاء عام 2011 إلا إذا طرأت تغيرات داخلية وإقليمية إما أن تسهم فى تسريع تحقيق هذا الخيار أو فى تأخيره.

nouveau3n

المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 19/03/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى